إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحب الخلق إلى الله تعالى على الإطلاق، إذ ليس هناك مخلوق آخر من بداية الزمان إلى نهايته أحب إلى الله عز وجل من سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
لنستمع لشهادة أبينا آدم عليه السلام الواردة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت فيَ من روحك رفعتُ رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فعلمتُ أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك.
فقال الله تعالى : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه قد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك". رواه الحاكم والبيهقي رحمهما الله.
"ولولا محمد ما خلقتك".
أي فضل وأي شرف هذا ؟
مقام ليس يعلوه مقام، فكل مخلوق في الدنيا وكل موجود إنما وُجد من أجل حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
روى الترمذي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
جلس أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون، قال بعضهم : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر : موسى كلمه الله تكليما، وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر : آدم اصطفاه الله.
فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : "قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك، وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روح الله وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك.
ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر".
اللهم صلي على سيد ولد آدم وسلم تسليما كثيرا.